المؤسسات التعليمية في المشرق العربي العثماني
دراسة تاريخية احصائية في ضوء الوثائق العثمانية
من تاليف المؤرخ الاستاذ الدكتور فاضل بيات
(الخبير بمركز الابحاث للتاريخ والفنون الاسلامية باستانبول (منظمة التعاون الاسلامي
بقلم : أ.د. احمد عبد الله الحسو
لعل من اخطر ما ابتليت به الامة هو مجموعة من (المسلمات) التي لم يتوصل اليها عبر عملية منهجية ونقدية سليمة ، والتي اصبحت - بما تتضمنه من صواب او خطأ - جزءا من الثقافة العامة وركيزة من ركائز العقل الجمعي مما يقتضي بالضرورة اعادة النظر فيها والرجوع الى جميع اصولها الوثائقية دونما انتقاء ،ومن ثم اخضاعها للنقد ظاهرا وباطنا تمهيدا للوصول او الاقتراب من الحقيقة التاريخية ، و قد تصدى الاستاذ الدكتور فاضل بيات الباحث الاكاديمي المعروف والخبير بالتاريخ العثماني وباللغة والمصطلحات والتراكيب اللغوية العثمانية، لواحدة من هذه المسلمات ، وهي التي ترى ان الدولة العثمانية (لم تبذل الجهود اللازمة لتعليم أبناء الأهالي ونشر المؤسسات التعليمية في البلاد العربية) وانها لهذا السبب (تتحمل مسؤولية الجهل الذي تفشى بينهم والتخلف الذي لحق بهم طيلة العهد العثماني) فاخضعها لدراسة وثائقية احصائية معمقة، وخلص عمله فيها والذي استمر سنوات عديدة الى كتاب موسوعي تحت عنوان : ( المؤسسات التعليمية في المشرق العربي العثماني) صدر عن مركز الابحاث للتاريخ والفنون الاسلامية في استانبول، في حزيران من هذا العام
قال عنه الدكتور خالد ارن مديرعام اريسكا في مقدمته للكتاب ان أهمية هذا السفر الجليل تكمن في أنه أول كتاب من نوعه، ويُعَدُّ بالاستعانة بوثائق الأرشيف العثماني
ولا سيما وثائق وزارتي المعارف والداخلية العثمانيتين، بل يعد موسوعة شاملة سعى مؤلفه الأستاذ الدكتور فاضل بيات، الخبير في مركزنا إلى تناول كل المؤسسات التعليمية الحديثة التي أقيمت في العهد العثماني في ولايات سورية وحلب وبيروت وبغداد والموصل والبصرة والحجاز واليمن وألوية القدس والزور والمدينة المنورة وعسير، وهو عمل لا يمكن إنجازه بجهود فردية بل يفترض أن يقوم به فريق عمل، إلا أن مؤلفه اضطلع بهذه المهمة منفرداً، بل وأبدع في إخراجه بهذه الحُلة، ولهذا لا يسعني هنا إلا أن أشُدّ على يده لأهنئه
دراسة تاريخية احصائية في ضوء الوثائق العثمانية
من تاليف المؤرخ الاستاذ الدكتور فاضل بيات
(الخبير بمركز الابحاث للتاريخ والفنون الاسلامية باستانبول (منظمة التعاون الاسلامي
بقلم : أ.د. احمد عبد الله الحسو
لعل من اخطر ما ابتليت به الامة هو مجموعة من (المسلمات) التي لم يتوصل اليها عبر عملية منهجية ونقدية سليمة ، والتي اصبحت - بما تتضمنه من صواب او خطأ - جزءا من الثقافة العامة وركيزة من ركائز العقل الجمعي مما يقتضي بالضرورة اعادة النظر فيها والرجوع الى جميع اصولها الوثائقية دونما انتقاء ،ومن ثم اخضاعها للنقد ظاهرا وباطنا تمهيدا للوصول او الاقتراب من الحقيقة التاريخية ، و قد تصدى الاستاذ الدكتور فاضل بيات الباحث الاكاديمي المعروف والخبير بالتاريخ العثماني وباللغة والمصطلحات والتراكيب اللغوية العثمانية، لواحدة من هذه المسلمات ، وهي التي ترى ان الدولة العثمانية (لم تبذل الجهود اللازمة لتعليم أبناء الأهالي ونشر المؤسسات التعليمية في البلاد العربية) وانها لهذا السبب (تتحمل مسؤولية الجهل الذي تفشى بينهم والتخلف الذي لحق بهم طيلة العهد العثماني) فاخضعها لدراسة وثائقية احصائية معمقة، وخلص عمله فيها والذي استمر سنوات عديدة الى كتاب موسوعي تحت عنوان : ( المؤسسات التعليمية في المشرق العربي العثماني) صدر عن مركز الابحاث للتاريخ والفنون الاسلامية في استانبول، في حزيران من هذا العام
قال عنه الدكتور خالد ارن مديرعام اريسكا في مقدمته للكتاب ان أهمية هذا السفر الجليل تكمن في أنه أول كتاب من نوعه، ويُعَدُّ بالاستعانة بوثائق الأرشيف العثماني
ولا سيما وثائق وزارتي المعارف والداخلية العثمانيتين، بل يعد موسوعة شاملة سعى مؤلفه الأستاذ الدكتور فاضل بيات، الخبير في مركزنا إلى تناول كل المؤسسات التعليمية الحديثة التي أقيمت في العهد العثماني في ولايات سورية وحلب وبيروت وبغداد والموصل والبصرة والحجاز واليمن وألوية القدس والزور والمدينة المنورة وعسير، وهو عمل لا يمكن إنجازه بجهود فردية بل يفترض أن يقوم به فريق عمل، إلا أن مؤلفه اضطلع بهذه المهمة منفرداً، بل وأبدع في إخراجه بهذه الحُلة، ولهذا لا يسعني هنا إلا أن أشُدّ على يده لأهنئه
الاستاذ الدكتور فاضل بيات مؤلف الكتاب
ذكر المؤلف انه عندما شرع بعملية جمع المواد المتعلقة بموضوع كتابه توقع أن الدراسة لن تأخذ منه إلا بضعة أشهر، فليس ثمة في الموضوع من وجهة نظره " ما يستوجب التوقف عنده كثيراً، لأن ما فتحته الدولة العثمانية من مؤسسات تعليمية في البلاد العربية لا يتعدى بضعة مدارس توزعت هنا وهناك في مراكز الولايات والألوية، وأنها لم تفتح أبواب هذه المدارس إلا لنخبة من الرعايا، وبقيت الأغلبية الساحقة منهم محرومة من نعمة التعليم..." معتقدا أن مصادره العثمانية ستكون لهذا السبب ،محدودة ومعدودة لا تتجاوز سالنامات الولايات والمعارف وبضعة وثائق أرشيفية ، بيد انه ما ان باشر بالبحث عن الوثائق المتعلقة بالموضوع في مركز الأرشيف العثماني في استانبول حتى اصيب بالذهول والاندهاش عندما وجد نفسه أمام كم هائل من الوثائق بعشرات ، بل بمئات الآلاف، وهي حافلة بمعلومات فريدة من نوعها وقد انتهى بحثه الاحصائي الموثق الى نتائج تتباين كليا مع ما هو متداول ومشاع عن دور الدولة العثمانية في مجال التعليم ومؤسساته ، مما يضع الباحثين امام مادة جديدة تتطلب تقييما جديدا يمكن معه وضع النقاط على الحروف بصدد اشكاليات عديدة اكتنفت واقع التعليم خلال الحقبة موضوعة البحث، ومدى تفاعل المجتمع(اقبالا اوعزوفا) مع المؤسسات التعليمية التي افصحت عنها الدراسة
تضمن الكتاب تفصيلا للمصادر الاساسية وفي مقدمتها سالنامة وزاره المعارف العامة ( سالنامه نظارتِ معارف عمومية)التي صدرت سنة 1898 م والتي تشكل الجداول الخاصة بالتعليم في البلاد العربية حصة الاسد فيها ،اضافة الى ثلاثة ادلة احصائية صدرت عن الوزارة نفسها وتضمنت معلومات احصائية مهمة ،كما اعتمدت الدراسة على وثائق الارشيف العثماني غير المنشور.ـ
تضمن الكتاب تفصيلا للمصادر الاساسية وفي مقدمتها سالنامة وزاره المعارف العامة ( سالنامه نظارتِ معارف عمومية)التي صدرت سنة 1898 م والتي تشكل الجداول الخاصة بالتعليم في البلاد العربية حصة الاسد فيها ،اضافة الى ثلاثة ادلة احصائية صدرت عن الوزارة نفسها وتضمنت معلومات احصائية مهمة ،كما اعتمدت الدراسة على وثائق الارشيف العثماني غير المنشور.ـ
ويتضح من فصول الكتاب ومفرداته مدى ثراء المعلومات التي تضمنها واهميتها في تقييم منصف وعلمي لدور الدولة العثمانية التعليمي، وبما يوصلنا الى الصورة الاقرب الى الحقيقة، كما يتضح كم كان جهد المؤلف الفاضل كبيرا وهو ما يمكن ان نجمله في مرتكزين كبيرين ، اولهما انه تولى بمفرده عملا موسوعيا كان من الطبيعي ان يقوم به عديد من الباحثين ضمن فريق عمل موسع ، بيد ان ما للرجل من جَلَدٍ ونهج اكاديمي وعشق للوثائق وتفقه بادبياتها وجذورها باللغتين العربية والعثمانية ،كان كفيلا باداء هذه المهمة منفردا وبكفاءة عالية تستحق التقدير الكبير، وثانيهما قيامه بتقديم ادبيات احصائية مفصلة ومنظمة تنظيما،يمنح الباحثين رجوعا ميسرا الى موسوعته القيمة كما هو واضح في الكشاف التفصيلي العام الذي الحقه بالدراسة وبقدر تعلق الامر بهذا الجانب ؛ اي : الجانب الاحصائي ،نقترح تحويل مادته الغنية الى قاعدة معلومات احصائية وذلك بتحميل كل المخرجات على جداول برنامج :( اكسل ) ،ومن ثم برنامج ( اس بي اس اس) الاحصائي، بما يحولها الى قاعدة معلومات بحثية ومن ثَمَّ وضعها على شبكة الانترنت فيفيد منها الباحثون في اطار موسع.ـ
ولا يسعنا في ختام تعريفنا بهذا الانجاز الكبير الذي جاء ليسد فراغا كبيرا في المكتبة التاريخية، الا ان نتوجه بالشكر والتقدير الكبيرين الىمؤلفه الفاضل الاستاذ الدكتور فاضل بيات والى( مركز الابحاث للتاريخ والفنون الاسلامية باستانبول التابع الى منظمة التعاون الاسلامي) الذي يعمل بدأب في نشر سلسلة من الاعمال تتناول تاريخ البلدان الإسلامية من خلال وثائق الأرشيف العثماني ومنها الكتاب القيم الذي نحن بصدده.ـ
ولا يسعنا في ختام تعريفنا بهذا الانجاز الكبير الذي جاء ليسد فراغا كبيرا في المكتبة التاريخية، الا ان نتوجه بالشكر والتقدير الكبيرين الىمؤلفه الفاضل الاستاذ الدكتور فاضل بيات والى( مركز الابحاث للتاريخ والفنون الاسلامية باستانبول التابع الى منظمة التعاون الاسلامي) الذي يعمل بدأب في نشر سلسلة من الاعمال تتناول تاريخ البلدان الإسلامية من خلال وثائق الأرشيف العثماني ومنها الكتاب القيم الذي نحن بصدده.ـ
نظرا لان الموضوعات التي تضمنتها فصول هذا الكتاب القيم ، ذات اهمية بالغة في الدراسات المستقبلية الخاصة بتاريخ التربية والتعليم في البلاد العربية ابان الحقبة العثمانية ، ولاثارة انتباه الباحثين المعنيين الى ذلك ، نضع تفصيلاتها بين ايديهم
للتفاصيل انقر هنا
للتفاصيل انقر هنا
بعض الصور التي تضمنها الكتاب