مركز الحَسُّـو للدراسات الكمية والتراثية
  • الرئيسية
  • آفاق
    • اطروحة عن الدكتور داهش >
      • الأسواق والخانات مع دراسات
      • اطروحة عن الدكتور داهش
    • الدرر اطروحة
    • حوار مع الباحثة نعم مفيد لؤلؤة
    • حوار مع الدكتورة زينب
    • مدونة مع نعريف وإصدارات
    • مدونة الدكتور ذنون الطائي
    • لورنس مع نعريف واصدارات
    • المؤتمر الأول مع المؤتمرات
    • مؤتمر الفرقان مع مؤتمرات
    • حوار مع ازهر العبيدي
    • الدكتور مع لقاءات وحوارات
    • متن مع تعريف واصدارات
    • الباحثة العمانية مع اطروحات
    • قضايا مع تعريف واصدارات
    • المؤسسات مع تعريف ونقد الكتب
    • الامير مع تعريف اصدارات
    • قضاء حيفا مع ىأطروحات
    • التحفة اللامعة معتعريف واصدارات
    • جوامع مع تعريف ونقد الكتب
    • السياسة مع اطروحات
    • الدولة الرستمية مع الاطروحات
    • اسرة الفخري مع تعريف وإصدارات
  • الهيئة
  • مواد جديدة للنقل
  • ذكرى تأسيس المركز
  • نص ما نشرته في دورية كان
  • ادارة مركز الحسو
  • الملف
    • ملف أ.د. ابراهيم خليل العلاف >
      • الدولة ربما للعلاف
      • العراق ابان الحرب ربما للعلاف
      • واقع الوثائق ربما للعلاف
      • التاريخ الاقتصادي للعلاف ربما
      • التشكيلات العسكرية للعلاف
      • هياكل صنع القرار للعلاف
      • العراق ربما للعلاف
      • ما انجزه العرب للعلاف
      • يعقوب سركيس ومباحث عراقية
      • المرحوم غربال للعلاف
      • هياكل صنع القرار
      • نازك الملائكة ملف العلاف
    • ملف أ.د. سيار كوكب الجميل >
      • د سيار الحلقات الكاملة
      • ملحق ٣ المخفي مدونة الجميل
      • قراءة نقدية - سيار الجميل - 4
      • قراءة نقدية - سيار الجميل -3
      • قراءة نقدية - ملحق - 1
      • قراءة نقدية - سيار الجميل -5
      • قراءة نقدية - سيار الجميل -2
  • تواصل معنا يستفسر من ابي ميسون
  • الرئيسية - ارشيف-190713
  • تراث مسودة
  • محمد تضغوت للتحرير
  • مشاعية التاريخ عمر جاسم
  • Untitled









لتحميل النص الكامل
______.pdf
File Size: 699 kb
File Type: pdf
Download File


التواصل الحضارى بين بلاد اليمن وجرجان
حتى منتصف القرن الخامس الهجرى


( دراسة فى الصلات العلمية والاقتصادية والاجتماعية)
 
بقلم:
الاستاذ الدكتور إبراهيم عبد المنعم سلامة أبو العلا
أستاذ التاريخ الإسلامى والحضارة الإسلامية

كلية الآداب - جامعة الإسكندرية


تمهيد:


   بدأت الصلات الحضارية بين بلاد اليمن وجرجان ( وهى مدينة مشهورة تقع فى شمال شرق بلاد فارس ) (1)، منذ وقت مبكر؛ فقد شاركت عناصر من بعض القبائل اليمنية فى فتحها على يد يزيد بن المهلب سنة 98 هـ/ 716 م. ورغم التفتت السياسى الذى حلْ ببلاد اليمن(2)، فإنها شهدت نشاطاً فكرياً وعلمياً، وازدهاراً اقتصادياً ملحوظاً فى العصر موضوع الدراسة، مما جعلها محط أنظار طلاب العلم و التجار من مختلف أنحاء المعمورة. وقد استقطبت المراكز الحضارية ببلاد اليمن، ومنها: صنعاء وعدن كثيراً من طلاب العلم وبعض مشاهير العلماء. وأسهمت الرحلة العلمية والتجارية فى تعزيز التواصل الحضارى وتوطيده بين بلاد اليمن وجرجان كغيرها من البلدان الإسلامية؛ فالروايات تذكر أن كثيراً من الجرجانيين قصدوا بلاد اليمن كواحدة من أشهر المدارس الدينية فى العالم الإسلامى، وكانت تذخر بنخبة متميزة من خيرة علماء الفقه و الحديث الذين أسهموا بنصيب وافر فى هذا المجال، وذاعت شهرتهم، وشدت الرحال للأخذ عليهم، والارتشاف من علمهم، فدرسوا في حلقاتهم وأخذوا عنهم مؤلفاتهم. كما ساهم بعض العلماء الجرجانيين ممن استقروا باليمن خاصة صنعاء مساهمةً فعالةً في الحياة العلمية، فتحلق حولهم طلابُ العلم، ورووا عنهم، وكان لهم فضل في تشكيل ثقافة بعضهم ووصولهم إلى منزلة عالية في الفقه الإسلامي. وعند رحيل الجرجانيين عن بلاد اليمن حملوا الكثير من مظاهر الحياة الثقافية بها، كما حملوا أيضا إجازات علمية من بعض شيوخها لإخوانهم الجرجانيين الذين لم تتيسرْ لهم الرحلة إلى اليمن، مما كان له الأثر الواضح على الحياة العلمية ببلادهم، وصار هؤلاء الطلاب بعد ذلك علماء فى بلادهم، فكانوا بمثابة جسر ثقافى يربط بين بلاد اليمن و جرجان، إذ أسهموا بعد عودتهم فى نشر الثقافة اليمنية فيها، وفى غيرها من البلدان التى زاروها أو استوطنوها و حدّثوا بها.

   وكان لبعض علماء اليمن إسهاماتهم الفكرية أيضا خارج بلادهم، فى الأقطار الإسلامية التى ارتحلوا إليها، وقد تتلمذ بعض الجرجانيين على أيديهم بمكة المكرمة. ونستدل من الروايات أيضا على وجود نشاط تجارى بين البلدين، وكان بعض الجرجانيين المقيمين باليمن يمارسون التجارة الداخلية بمناطق استقراهم، كما زاول بعضهم مهناً تعليمية، وحرفاً يدوية. وتقلد بعضهم خططاً دينية كالآذان. وقد استوطن بعض العلماء الجرجانيين بلاد اليمن، وتزوج بعضهم بها ليحصن فرجه، وكان لهم هناك أهل وأولاد.               

   ولقد لفت نظري تلك الصلات الحضارية المتبادلة بين بلاد اليمن وجرجان؛ لأنها أي جرجان كان لها شأنُ عظيمُ في التاريخ العلمي الإسلامي، لشهرتها بكثرة النابغين من علمائها وشيوخها وفضلائها، خاصة وقد رحل بعضهم إلى اليمن للتتلمذ على يد مشاهير شيوخه، كذلك لتشابه البيئات العلمية والفكرية فى كل من الجانبين فى العصر موضوع الدراسة؛ فقد انتشر فى كل منهما المذهب الحنفي، والمالكي و الشافعي، وكان لأصحاب أبى حنيفة مكانة عظيمة عندهم(3)، كما انتشر بهما أيضا المذهبان الثورى، والزيدى (4). ومع ذلك فلم تأتِ المصادر اليمنية بوجه خاص، والمصادر الفقهية والتاريخية وكتب التراجم و الطبقات بوجه عام على ذكرها إلا فيما ندر. ولم يُوجِه الكتاب المحدثون أيضا لهذه الصلات ما تستحقه من اهتمام، رغم تخصيصهم دراسات أكاديمية قيمّة عن الحياة العلمية باليمن حتى القرن السادس الهجرى(5)، فلم يركزوا عليها، ولم يفردوا لها بحثا قائما بذاته، وكل ما كتب عنها لا يعدو نتفا متفرقة في ثنايا الحديث عن العلوم الدينية الإسلامية خاصة علم الحديث، والصلات العلمية والتجارية بين اليمن وفارس. وربما كان السبب فى ذلك فيما أعتقد أن الكتاب القدامى والمحدثين كانوا يهتمون بذكر مشاهير طلاب العلم و شيوخ الحديث الذين وفدوا على اليمن وأخذوا من شيوخه، وأيضا تركيزهم على التبادل العلمى بين اليمن ومراكز الثقافة الإسلامية البارزة كالحجاز، والعراق، والأندلس(6). مما دفعنى لمعالجة هذا الموضوع في هذه الدراسة مستهدفا إبراز صور تلك الصلات العلمية والاقتصادية والاجتماعية المتبادلة، ونتائجها المتمثلة في تكوين أُطرِ ثقافية يمنية، وانتشار سريع لعلوم اليمنيين على يد تلاميذهم الجرجانيين بجرجان، وغيرها من حواضر الثقافة في المشرق والمغرب الإسلاميين.

وسوف يتناول البحث المحاور التالية:

( أولاً ) بداية اتصال اليمنيين بجرجان.

( ثانياً ) الصلات العلمية بين اليمن وجرجان، وتتضمن:

(أ) رحلاتُ الجرجانيين العلمية إلى بلاد اليمن وانعكاساتُها على بلادهم.

(ب) تتلمذ الجرجانيين على العلماء اليمنيين بمكة المكرمة.

(ج) مساهمة علماء جرجان المقيمين باليمن في الحياة العلمية هناك.

( ثالثاً ) الجرجانيون والحياة الاقتصادية باليمن.

( رابعاً ) الجرجانيون والحياة الاجتماعية باليمن.

   وقد حددت الفترة من سنة 98 هـ/ 717 م، حتى منتصف القرن الخامس الهجرى كمجال زمنى للدراسة، لأن التاريخ الأول يمثل فتح جرجان ثم بناءها وتمصيرها على يد يزيد بن المهلب، ورجاله الفاتحين ومنهم بعض اليمنيين، وبداية العلاقات اليمنية الجرجانية. أما  التاريخ الثانى فهو قريب من الفترة التى انتهى عندها الرازى الصنعانى ( ت 460 هـ/1078 م )، وكان قد تتلمذ على يد بعضِ العلماءِ الجرجانيين الوافدين على صنعاء، من تأليف كتابِه " تاريخ مدينة صنعاء ".  وقبلَ تفصيلِ تلك الحقائق من المفيد أن نعرض لأهم المصادر التى اعتمدنا عليها فى دراسة هذا الموضوع. فقد أمدتنا كتب الجغرافيين والرّحالة بمادة علمية قيّمة عن الأحوال العلمية والاقتصادية عامة ببلاد اليمن. وتعد كتابات ابن رسته، والهمدانى، والمقدسى، وياقوت الحموى، وابن المجاور، من أبرز الكتب التى اعتمدنا عليها فى هذا الصدد. وكانت مصنفات الفسوى، والطبرانى، وابن عدى الجرجانى، وابن الصلاح الشهرزورى، وابن سمرة الجعدى، والجَنَدى، والذهبى، وابن حجر العسقلانى من أعمدة البحث فى الكشف عن المكانة العلمية العالية لشيوخ الحديث اليمنيين. وما يهمنا فى هذا الصدد الروايات التى ذكرت مصنفاتهم، وتناولت وجوه استفادة طلاب العلم منهم. واستفدت من مصنف عبد الرزاق، ومسند ابن حنبل حيث يذخران بالأحاديث التى استنتجت أن رفاق ابن حنبل ومنهم الجرجانيون أخذوها من شيوخ اليمن ومحدثيه خاصة عبد الرزاق أثناء وجودهم هناك. و أمدتنا كتابات مسلم، وأبى داود، والدارقطنى، وأبى نعيم الأصفهانى، والبيهقى، و الخطيب البغدادى، والسمعانى، وابن الأثير بروايات مفيدة ( رغم قلتها ) أكدت تتلمذ بعض الجرجانيين على يد علماء اليمن.  

   أما رحلات الجرجانيين العلمية إلى بلاد اليمن، فقد تم كشفها بجلاء اعتماداَ على كتب التراجم و الحديث، وأهمها ما ألفه حمزة بن يوسف السهمى الجرجانى، وهو عربى من أصول قرشية ولد بجرجان حوالى سنة345 هـ/ 957 م، ومات سنة 427 هـ/1039 م. وكان ينحدر من بيت علم و فضل و نسب عريق، فقد كان أبوه وأعمامه وأقاربه وجده وهم ينتمون إلى هشام بن العاص بن وائل القرشى السهمى الصحابى الجليل، من مشاهير علماء الحديث بجرجان، وكان حمزة بن يوسف واسع العلم ثبتاً، متحريا يتوخى الدقة فى السماع (7)، كثير الرواية عن شيوخه ومعاصريه الجرجانيين الذين تتلمذوا على يد العلماء اليمنيين وأخذوا منهم. ويعتبر كتاب " تاريخ جرجان" للسهمى المصدر الرئيسى الذى استقينا منه جُل معلوماتنا عن الصلات العلمية و الاجتماعية والاقتصادية بين بلاد اليمن وجرجان؛ فقد ترجم لمعظم المرتحلين الجرجانيين إلى اليمن، وترجع أهمية هذا الكتاب أيضا إلى اشتماله على الروايات الحديثية التى أخذها هؤلاء الطلاب عن شيوخهم اليمنيين باليمن ومكة المكرمة، كما تتمثل أهميته أيضا فى أن صاحبه أخذ الحديث عن بعض علماء اليمن إجازة، وكان المصدر الوحيد فى معظم الأحيان الذى انفرد بمعلومات عن موضوع البحث.

    ومن المؤرخين اليمنيين أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الرازى الصنعانى، وهو ينحدر من أسرة فارسية هاجرت إلى اليمن على الأرجح مع الإمام الزيدى يحيى بن الحسين فى الربع الأخير من القرن الثالث الهجرى، وكان الرازى كما يتضح من كتابه" تاريخ مدينة صنعاء"، وكان متداولاً بأيدى الناس باليمن حتى القرن الثامن الهجرى، عالماً واسع المعرفة، وكان فقيها محدثاً، يتبع مذهب أهل السنة والجماعةً (8). وتتمثل أهمية كتابه فى أنه من أقدم المصنفات عن تاريخ هذه المدينة، و ترجم فيه لكثير من علماء صنعاء و الجَنَد شيوخ الجرجانيين، وتتمثل أهميته أيضا فى أنه ترجم لأبى عبد الله محمد النقوى الذى تتلمذ عليه الجرجانيون سماعاً و إجازة، بينما أغفله ابن سمرة الجعدى( ت 547 هـ/1150 م )، صاحب كتاب " طبقات فقهاء اليمن " أقدم كتب الطبقات اليمنية، الذى ترجم فيه لفقهاء ومحدثى اليمن منذ عهد النبى صلى الله عليه و سلم حتى عصره. كما انفرد ببعض روايات طلاب العلم الجرجانيين عن شيوخهم الصنعانيين. وتعود أهميته أيضا إلى أن صاحبه تتلمذ على يد بعض الجرجانيين باليمن و أخذ منهم، وقد أمدنى هذا الكتاب بمعلومات قيمّة استقاها من المرتحلين الجرجانيين عن مشاهداتهم الاجتماعية و الاقتصادية بصنعاء.

   وقد نهجت فى هذا البحث التسلسلَ التاريخى خاصة ما يتعلقُ بالصلات العلمية، و عرضت لرحلات الجرجانيين العلمية إلى مدن اليمن المختلفة أفقياً خلال العصر موضوع الدراسة، وكنت أقدم لشيوخ اليمن و مكانتهم العلمية، مشيراً إلى مجالسهم و حلقاتهم، و طرقهم فى رواية الحديث، ثم أتعرض للمرتحلين الجرجانيين الذين أخذوا منهم باليمن ومكة المكرمة، موضحاً مدى استفادتهم منهم، وأخيراً نتائجُ هذه الصلات العلمية المتبادلة. أما الصلات الاقتصادية والاجتماعية فقد أفردت لكل منها مبحثاً قائما بذاته.



                    : لقراءة النص كاملا, يرجى تحميل الملف ادناه
______.pdf
File Size: 699 kb
File Type: pdf
Download File

- مركز الحسو للدراسات الكمية والتراثية - حقوق الطبع والنشر محفوظة 2011