
كلمة ترحيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ان ارحب بكم واقدم لكم ( مركز الحسو للدراسات الكمية والتراثية)، نافذة مفتوحة للباحثين والمفكرين والمهتمين بالدراسات التاريخية، ومنبرا علميا حرا لتبادل الافكار والخبرات يعمل المركز على اشاعة ثقافة المنهج الكمي ، ويدعو الى التعامل مع التراث المدون والمسموع والمصور بموجبها ، كلما كان ذلك ممكنا
ونعني بذلك التعامل مع اوعية المعلومات التاريخية تعاملا كميا ؛ اي بتجزئة ما تتضمنه من معلومات مباشرة او غير مباشرة ، او مستنتجة ضمنا، الى مداخل بحيث يشكل كل مدخل فيها وحدة متماثلة قابلة للتحول رقميا وبما يمكن من تحميلها على الكومبيوتر في جداول احصائية باستخدام برنامجَيْ : (اكسل ) و (اس بي اس اس ) بهدف استخراج نتائجها ودلالاتها ، ونسبة الجزء الى الكل فيها ، ومن ثم اخضاعها الى بقية قواعد المنهج التاريخي المعروفة ؛ تجريحا وتعديلا ، اضافة الى ان تطبيق هذا النهج سيوفر ادبيات فهرسية موسعة ، وسيساعد على استخراج تلك المعلومات المتناثرة في المصادر، كما هو الحال في ادب التراجم . ــ
ان غياب المنهج الكمي في اغلب دراساتنا التاريخية يعني نزوعا نحو الانتقائية وابتعادا عن جانب من الحقيقة التاريخية واقترابا من الخطأ ، فهل يجوز ان يؤسس فهمنا للتاريخ والتراث على نتائج منقوصة ،ان لم نقل مشوهة احيانا ، مع ملاحظة اننا امة تعيش احداث ماضيها ، بل تكاد تجعله اساسا لحاضرها ونظرتها الى المستقبل .
من اجل هذا ،ورغبة في اشاعة ثقافة المنهج الكمي، ولد هذا المركز الذي اعلن اشهاره اليوم ، ليسهم الى جانب مراكزَ ومواقعَ رصينة اخرى في خدمة التراث. ـ
وانني اذ اعلن ذلك ارجو ان يتكرم المؤرخون والمفكرون والمفهرسون والمعنيون بالمنهج الكمي ، بمؤازرتنا وارفادنا بارائهم وكتاباتهم ، كما اتوجه بدعوة الى طلبتي بالامس وزملائي اليوم، ممن كان لي شرف العمل العلمي بمعيتهم ، والاشراف على اطروحاتهم ،او مناقشتها بين سنتي 1973-2011 م في كل من الموصل بالعراق، ووهران بالجزائر، ومصراتة بليبيا، ومؤتة بالاردن ، ومسقط بعمان ، ممن عرفوا اهمية التعامل مع النصوص التاريخية احصائيا .. ادعوهم الى ان يكونوا روادا في اشاعة ثقافة المنهج الكمي، واعتماده في دراساتهم والمساهمة بارفادنا بارائهم وكتاباتهم ..
وبعد ، فانها امانة ارجو ان يسمحوا لي ان أُحَمِّلَهُم ونفسيَ، مسؤوليتَها على مدى الزمن جيلا بعد اخر .ـ
انني ادرك مدى الصعوبات في تطبيق المنهج الكمي الاحصائي على مضامين اوعية المعلومات التاريخية مدونة او مسموعة او مسجلة او مصورة ، ولكن ذلك هو اقل ما يمكن معه ان نخدم امتنا ، تنقية لذاكرتها التاريخية واقترابا من اسباب قوتها او ضعفها وتمكينا لها من ان تخطط لمستقبلها بشكل موضوعي وعلمي .ـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احمد عبد الله الحسو
نورث شيلدز بالمملكة المتحدة
في الاول من شهر اذار من سنة 2012 للميلاد
-
عودة الى الرئيسية