مركز الحسـو للدراسات الكمية والتراثية
  • الرئيسية
  • ادبيات كمية
  • أدبيات تاريخية
  • ادبيات معاصرة
  • منهج وفكر
    • نحو قاعدة معلومات كمية
    • التاريخ الجديد وسبل إعداد المؤرخ المعاصر
  • مؤرخون
  • افكار
  • أخبار
  • من نحن
........................


الساعات الاخيره للعبور
:



وهو الجامع المبني حديثاً في مدينة قصر شيرين
..


الوقت ليلاً ، حيث يتحول هذا المكان الى مايشبه مديرية
جوازات ، حيث تؤخذ هوياتنا ويتم ادخال اسمائنا في قوائم العبور الى الوطن ، واذا
كانت هناك رسائل قد وصلت عن طريق الصليب فتعطى للاسير ، وكان الطاقم الذي يقوم بهذه
العملية اكثرهم من العنصر النسوي اللطيف ..


ونحن جالسين على الارض ننتظر دورنا ، جاء احدهم وبدأ
يتكلم مع بعض الاسرى ، ثم اقترب مني فناديته باللغة الالمانية مما جلب نظره فتقرب
مني واخذ يتكلم معي وقلت له ماذا ستفعلون بنا ... فاجاب باستغراب ، ماذا اننا نعمل
على عبوركم ، فقلت له لااعني ذلك وانما هذه النساء اللابسات البنطلون ، الا تعلم
باننا لم نرى امرأه من سنيـــــــن..وضحكنا


وقال لي ماهي الا ساعات وتنتقل الى بلادكم حيث تجد ما
تحب ، وستجد الفرق الموسيقية لتحييك وهناك الكثيرون ينتظرونكم ( وكنت في تلك
الاثناء اترجم للاخرين أي خبر يصل حول العبور )
.


ومن خلال حديثي معه ، اعطاني كارت عليه اسمه وعنوانه وهو يقول لي هذا
اسمي وعنواني ويجب ان تتذكرني وتزورني في بغداد لاني مدير الصليب الاحمر في العراق .... هنا اخذتني الصعقة ورأساً قلت له ،
ياسيد شفايتزر اتعتقد بهذه السهولة انا اقدر ... على كل حال اخذت الكارت وانا متردد
، وانا اقول له اضعه في جيبي ومن حوالينا الجنود الايرانيين ومسؤوليهم
..


فقال لي ، لاتخف انك الان بحمايتنا وما هي الافترة وجيزة وكل
شئ ينتهي ...فصدقته... واخذ الكارت منهووضعته بجيبي باطمئنان .. الا ان صديق لي عاتبني ، كيف تاخذ الكارت
والايرانيون ينظرون اليك ... الا تخاف من العواقب ؟ فقلت له ، الامر انتهى وليصير
مايصير ... وكان واجبي في تلك الليلة ان اقوم بمساعدة احد المرضى واسمه خدر من
مدينة بعشيقة وهو من الديانه اليزيدية ، حيث كان لايستطيع المشي وضعيف البنية ، لذا
كنت متكفل بنقله الى المرافق الصحية ، كما حاول الطاقم النسوي مساعدته وجلبوا له
الفواكه والادوية ، ومما اعجب له كيف وصل هذا الانسان الى الموصل حياً وهو على ضعفه
الشديد .


وبدأ الانذار بتهيئة الموكب ، وقرأت الاسماء ، وكل
واحد يقرأ اسمه يأخذ جنطة هدية من الايرانيين فيها نسخة من المصحف الشريف وسجادة مع
تربة (قطعه مسبوكه من الطين وتكون على شكل دائري واحيانا مربع وهذه توضع على الارض
اثناء الصلاة لوضع الجبهة عليها ويقال ان هذه التربه طاهرة من النجف او ما شابه
ذلك) اضافة الى مسبحة من نبات القتد مع علبه صغيرة من الزجاج فيها زعفران فضلا عن
بعض الفستق .

- مركز الحسو للدراسات الكمية والتراثية - حقوق الطبع والنشر محفوظة 2011
✕